صينيون يستنشقون الهواء الطلق في مركز تجاري أُعيد فتحه في بكين. (وكالات)
صينيون يستنشقون الهواء الطلق في مركز تجاري أُعيد فتحه في بكين. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، بكين) OKAZ_online@
قابلت الصحف والشبكات التلفزيونية الغربية قرار الحكومة الصينية تخفيف القيود الصحية الهادفة لمكافحة تفشي فايروس كورونا الجديد بقدر كبير من التشكيك! وكانت تلك الوسائل الإعلامية ضخّمت الاحتجاجات النادرة التي شهدتها مدن صينية خلال الأسابيع الماضية، إثر حريق أودى بـ 10 أشخاص في مدينة أورومكي، عاصمة محافظة شيناينغ، أثناء إغلاق صحي. وحين قررت الحكومة الصينية تخفيف التدابير المشددة، لتقليص معاناة السكان، وحفز الاقتصاد على معاودة نشاطه؛ رأت الصحف الغربية أن ذلك ليس كافياً! ولكأن تلك الوسائل تريد أن تقول إن الصين يجب أن تدار وفقاً للنهج الغربي! وأبرزت صحف بريطانية وأمريكية أمس، أن الصين خففت التدابير الوقائية، على رغم أن ذلك يهدد بحدوث ارتفاع كبير في تفشي الفايروس! وأعلنت الهيئة الصحية الوطنية في الصين أمس وفاة شخصين بكوفيد-19، أحدهما بمحافظة شاندونغ، والآخر في سيشوان. وعلى رغم التخفيف، فإن الصين لا تزال متمسكة باستراتيجية القضاء على العدوى، التي تعرف بـ«صفر كوفيد». وهي سياسة تنفرد الصين وحدها بانتهاجها. وتنطوي على المسارعة بإغلاق الأحياء والمدن التي تظهر فيها إصابات جديدة، وإخضاع السكان للفحوص الجماعية، وترحيل مخالطي المصابين إلى مراكز للعزل الصحي. ويبدو أن السلطات الصينية أيقنت أن الحل النهائي لمشكلتها الوبائية يتطلب تكثيف الحملات لحض المسنين على الحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاحات كورونا. فمع أن 9 من كل 10 مواطنين تم تحصينهم بلقاحات كوفيد المحلية الصنع؛ إلا أن 66% فقط ممن تجاوزوا 80 عاماً من العمر اكتفوا بجرعة وحيدة، فيما حصل 40% فقط منهم على الجرعة التنشيطية، بحسب أرقام الهيئة الصحية الوطنية الصينية. وتشير تلك الأرقام إلى أن 86% ممن تجاوزت أعمارهم 60 سنة حصلوا على اللقاح المضاد لكوفيد-19. وذكرت أسوشيتدبرس أمس (الأحد) أن ضآلة عدد من أصيبوا بكوفيد-19 منذ ظهور الفايروس في ووهان للمرة الأولى في 2019 تعني ضآلة عدد من تكونت لديهم أجسام مضادة للفايروس، وخلصت الى أن «ثمة من يخشون أن ملايين قد يموتون إذا تمت إزالة التدابير الوقائية بشكل كامل». ما المطلوب إذن؟ إذا فرضت الصين تلك التدابير فهي ملومة، وإذا أزالتها فهي أيضاً ملومة! وأعلنت الصين أمس (الأحد) أنها سجلت 35775 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، منها 31607 حالات غير مصحوبة بأعراض. وبذلك فإن العدد التراكمي لإصابات الصين منذ بدء نازلة كورونا ارتفع الى 336165 حالة، نجمت عنها 5235 وفاة. وهي بلا شك أرقام متواضعة جداً قياساً بالدول الغربية التي تضررت من النازلة أشد ضرر. وبموجب سياسة تخفيف التدابير الوقائية المشددة، تم السماح أمس الأول للسكان العاصمة بكين بركوب الباصات وقطارات المترو من دون الخضوع لفحص كورونا، وذلك للمرة الأولى منذ أشهر عدة. وشوهدت أمس مراكز مؤقتة للفحوص وقد تم إغلاقها تماماً. غير أن مرافق عمومية عدة لا تزال تتمسك بضرورة إبراز نتيجة سالبة لفحص كورونا للأشخاص الراغبين في دخولها.

كورونا يزيد وتيرة تفشيه.. عالمياً


مع بدء فصل الشتاء؛ زاد فايروس كورونا الجديد، ممثلاً بسلالة أوميكرون ونحو 500 سلالة متفرعة عنها، وتيرة تفشِّيه في أرجاء العالم. وبلغ عدد الإصابات التي تم تسجيلها في دول العالم السبت 520188 إصابة جديدة، تمثل زيادة نسبتها 27% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً، بحسب قاعدة بيانات صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الأحد). وتقدمت الأشد تضرراً أمس اليابان، التي سجلت السبت 89566 إصابة جديدة. تلتها الولايات المتحدة بتسجيل 51357 إصابة جديدة، تمثل زيادة نسبتها 23% عن عدد الحالات الجديدة قبل 14 يوماً. وجاءت كوريا الجنوبية ثالثة بـ 46564 إصابة جديدة. ولذلك كان طبيعياً أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة منذ اندلاع النازلة إلى 100.80 مليون حالة. وقفز العدد التراكمي لإصابات فرنسا، التي تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، بعد الولايات المتحدة والهند، أمس إلى 38 مليون إصابة؛ علما أن عدد وفيات فرنسا بالفايروس ارتفع أمس إلى 158198 وفاة منذ اندلاع النازلة. وتنافس فرنسا في هذا البؤس الصحي جارتها وحليفتها ألمانيا، التي أضحت الرابعة عالمياً من حيث كثرة الإصابات. وبلغ العدد التراكمي لإصاباتها أمس 36.56 مليون إصابة، نجمت عنها 158198 وفاة. وتحتل البرازيل المرتبة الخامسة عالمياً بـ 35.40 مليون إصابة، أدت إلى 690213 وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا. وهو ثاني أكبر عدد من الوفيات بعد الولايات المتحدة.

أخطر تأثيرات كوفيد: الشيخوخة المبكرة!

ذكرت صحيفة «الأبزيرفر» البريطانية الأسبوعية أمس (الأحد) أن باحثين توصلوا الى أن أدمغة شبان وشابات لم يتجاوزا العقد الثاني من أعمارهم أظهرت دلائل شيخوخة مبكرة. وقام الباحثون بمقارنة صور أشعة مقطعية لأدمغة 81 شاباً في الولايات المتحدة قبل اندلاع نازلة كورونا، أخذت الصور خلال الفترة 2016 ــ 2019، مع صور 82 شاباً تم أخذها خلال الفترة أكتوبر 2020 الى مارس 2022. وتوصل فريق الباحثين الى أن التغيرات الجسمانية في قشرة الدماغ، والبنية التشريحية للدماغ، وولوزة المخيخ كانت أكبر بعد الإغلاق، مقارنة بمن صورت أدمغتهم قبل اندلاع الوباء العالمي. وقال أستاذ علم النفس بجامعة ستانفورد الدكتور إيان غوتليب إن الفرق في شيخوخة الدماغ يبلغ نحو ثلاث سنوات، على رغم أن الإغلاق لمكافحة الفايروس استغرق أقل من سنة. ونشر البحث في مجلة علم النفس الحيوي. وينحدر من تطوعوا للمشاركة فيه من منطقة خليج كاليفورنيا. وقال غوتليب إن الغرض من البحث هو معرفة تأثير الوباء العالمي في الصحة العقلية للشباب الذين لم يبلغوا سن الـ 20 عاماً. وأضاف أن البحث أكد أن تدهور الصحة العقلية كان مصحوباً بتغيرات في أدمغة الشباب، تحت وطأة الضغوط الناجمة عن النازلة.